البنك الدولي.. تاريخ أقوى منظمة مالية في العالم
مقره بواشنطن.. ويضم 8 آلاف موظف.
تأسس بعد الحرب العالمية الثانية وأعضاءه حاليًا 189 دولة.
يهدف إلى تخفيف حدة الفقر ومساعدة الدول اقتصاديًا.
في 2021 يأمل الشعب السوري في مساعدته لإعادة إعمار زهرة الشام.
لماذا لا يقدم البنك الدولي مساعدات حقيقية للشعب السوري على مدار الـ10 سنوات الماضية؟
لا يخفى على أحد الدور الكبير الذي يقوم به البنك الدولي في مساعدة الدول المختلفة في الأزمات الاقتصادية التي تواجهها، كما تعمل على إعادة إعمار البلدان التي تأثرت كثيرًا بالحروب والنزاعات السياسية والاجتماعية ويكون ضحيتها آلاف البشر الذي تذهب حياتهم هباءً في ظل هذه الصراعات.
ومع تعظم دور البنك الدولي خلال الفترة الماضية حاول عدد كبير من المواطنين في الشرق الأوسط وحول العالم زيادة المعرفة عن البنك الدولي وتأسيسيه وتاريخ عمله، والسؤال الأهم هو دوره في مساعدة البلاد العربية التي تأثرت كثير بالصراعات والنزاعات وتحتاج إلى إعادة الإعمار مثل سوريا زهرة الشام والعديد من البلدان الأخرى.
بداية البنك الدولي
بعد الحرب العالمية الثانية ووسط مساعي الأمم المتحدة من أجل تنمية الدول المختلفة التي كانت تعاني في ذلك الوقت بسبب الحروب والنزاعات، ظهرت فكرة إنشاء البنك الدولي من أجل أن يكون أحد الوكالات المتخصصة التي تساعد الدول في التنمية.
وخلال مؤتمر نظمته هيئة الأمم المتحدة بولاية بريتون وودز في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1944 تم الاتفاق على إنشاء البنك الدولي بالتعاون مع صندوق النقد الدولي و44 دولة حول العالم، واستمر التخطيط لمدة عامين حتى بدأ عمله في ولاية نيو هامشير الأمريكية عام 194، وكانت أولى مهمامه إعادة إعمار الدول التي تضررت بسبب النزاعات العسكرية والسياسية وبالتحديد في أوروبا، حتى بدأت بعد ذلك إعادة إعمار البلدان التي حدثت بها كوارث طبيعية، ومساعدة الدول النامية في تحسين الظروف الاقتصادية .
وعلى مدار سنوات طويلة استطاع البنك الدولي أن يسطر تاريخ كبير في مساعدة الدول من الناحية الاقتصادية، ولكن مع التحديات الكبيرة التي يشهدها العالم وتواجد فئة كبيرة من الأشخاص تحت خط الفقر، فقد توجه في عام 2000 إلى التركيز على تخفيف حدة الفقر كهدف موسع لكل الأعمال التي يقوم بها من أجل تحقيق تنمية مستدامة تساعد في تخفيف حدة الفقر.
العمل في البنك الدولي
تختلف آلية العمل في البنك الدولي عن أي مكان أخر، حيث يعمل وفق مجموعة مؤلفة من 5 منظمات عالمية تكون لها وظائف محددة، وهي تمويل البلاد المختلفة بغرض التطوير وتقليل الإنفاق والتشجيع على حماية الاستثمار العالمي، بالإضافة إلى حماية الاستثمارات العالمية القائمة بين الدول المختلفة.
ويعمل داخل مقر البنك الدولي في مدينة واشنطن الأمريكية، حوالي 8 آلاف موظف، بالإضافة إلى 2000 موظف يتواجدون في العمل الميداني والعديد من الموظفين الموزعين حول العالم، ويكون اختيارهم وفقًا لمعايير الخبرات في الاقتصاد والأعمال البنكية ودراسات كثيرة في الاقتصاد وتحسين التنمية المستدامة للدول الفقيرة.
تطور نشاط البنك الدولي
يعمل البنك الدولي كمنظمة دولية في العديد من البلدان، حيث بدأ نشاطه في 44 دولة عند تأسيسه ولكن على مدار سنوات طويلة استطاع ضم العديد من الدول ليصل العدد حاليًا لـ189 دولة تشترك جميعها في مجلس المحافظين ومجلس الإدارة وهما اللذان يديرا العمل داخل البنك.
مجلس المحافظين: تكون وظيفته في وضع الأهداف والخطط الخاصة بعمل البنك الدولي ويضم أعضاء من جميع الدول.
مجلس الإدارة: وهو المسؤول عن الإدارة وتنفيذ الخطط وتحقيق الأهداف ويضم بعض العاملين والموظفين في البنك ولا يشمل أعضاء من جميع الدول.
شروط الانضمام إلى البنك الدولي
ومع التطور الكبير لعمل البنك الدولي تم وضع مجموعة من الشروط التي يجب على كل دولة أن تلتزم بها من أجل الانضمام إلى المنظمة الدولية، وفقًا للهدف الأساسي في تخفيف حدة الفقر حول العالم.
ولأن البنك الدولي منظمة دولية تابعة للأمم المتحدة معنية في الأساس بالاقتصاد فلابد على الدولة التي تريد أن تكون عضوًا فيه أن تنضم أولاً إلى المنظمات الاقتصادية الأخرى، وهي: صندوق النقد الدولي، ومؤسسة التنمية الدولية ومؤسسة التمويل الدولي وهيئة ضمان الاستثمار متعدد الأطراف.
ويلزم البنك الدولي كل دولة عضوًا فيه أن تقدم اشتراكها المحدد في رأس مال البنك عن طريق عملتين رئيستين، هما: الذهب والدولار الأمريكي، حيث يقدم من رأس مال الذي حددته الدولة 18%، على أن يظل الباقي للدولة نفسها ولكن يحق للبنك الحصول عليها في أي وقت لمواجهة التزاماته المختلفة.
وتقدم كل دولة عضو في البنك من اشتراكها المحدد في رأس مال البنك ذهبا أو دولارات أميركية ما يعادل 18% من عملتها الخاصة، والباقي يظل في الدولة نفسها، ولكن البنك يستطيع الحصول عليه في أي وقت لمواجهة التزاماته.
هدف البنك الدولي
يكون الهدف الرئيسي للبنك هو تخفيف حدة الفقر حول العالم ومن أجل ذلك يعمل على مجموعة من الأهداف الأخرى من أجل تحقيق الهدف الرئيسي، أبرزها يكون تشجيع استثمار رؤوس الأموال بغرض التعمير وتنمية الدول المنضمة إليه والتي تحتاج لمساعدته في إنشاء مشروعات ضخمة ربما تكلف كثيرًا وتساعد بشكل كبير في تنمية هذه الدولة.
كما يعمل البنك الدولي على مساعدة هذه الدول في مواجهة العجز الدائم في الميزانية الخاصة بكل دولة من المدفوعات، ويكون ذلك من خلال إقراض هذه الدول من أمواله الخاصة أو عن طريق إصدار سندات قروض للاكتتاب الدولي، وذلك من أجل سد العجز لهذه الدول.
في المجمل يكون البنك الدولي له دور كبير في إقراض حكومات الدول بطريقة مباشرة أو من خلال تقديم الضمانات التي تحتاجها هذه الدول للاقتراض من دولة أخرى أو من السوق الدولية لسد العجز أو لبناء المشاريع الضخمة.
تحيز البنك الدولي
على مدار سنوات طويلة أعطى البنك الدولي الأموال للكثير من الدول وساعدهم في تحقيق التنمية وتشييد مشروعات ضخمة، لكن هذا التاريخ شهد تحيز البنك الدولي في إقراض بعض الدول عن الأخرى، على الرغم من أن هناك دول كانت أكثر حاجة كان أبرزها عندما رفض إقراض مصر خلال تشييدها مشروعها العمل (السد العالي).
هذا الأمر الذي استمر مع العديد من الدول العربية وفي الشرق الأوسط عبر العقود الماضية دون معرفة المعايير التي يتم من خلالها مساعدة هذه الدولة ورفض أخرى، فمؤخرًا أعلن البدء عن تمويل شراء لقاحات فيروس كورونا للبنان بتخصيص مبلغ 34 مليون دولار لدعم المشروع الصحي لتساعد الحكومة اللبنانية في السيطرة على الجائحة التي انتشرت في جميع أنحاء العالم.
لكن السؤال الذي يدار للأذهان على مدار السنوات الماضية، هو : متى يقدم البنك الدولي مساعدات حقيقية إلى سوريا؟، فلا يخفى على أحد الـ10 سنوات العصيبة التي مرت بها زهرة الشام وهي أحد أكثر الدول المؤثرة في الوطن العربي.
وبعد أن استقرت الأوضاع الأمنية والسياسية قليلًا في سوريا يأمل الشعب السوري أن يقدم البنك الدولي ومنظمة الأمم المتحدة مساعدات حقيقية لكي يتمكن الشعب في سوريا من إيجاد فرصة استثمارية حقيقية وتنمية تساعد في تخفيف حدة الفقر، فلا يوجد شخص أو مسؤول حول العالم لا يرى معاناة الشعب السوري خلال السنوات الماضية، لكن أين البنك الدولي من هذه المعاناة وماذا قدم لمساعدتهم في إعادة إعمار زهرة الشام؟