حوالات المغتربين ودورها في إنعاش الاقتصاد السوري

عربمون من أكبر وأقدم الشركات الاقتصادية العربية > المدونة > المدونة > حوالات المغتربين ودورها في إنعاش الاقتصاد السوري

لم يكن يعلم المهاجرون الذين فضلوا مغادرة البلاد عند بدء اندلاع الأزمة أنهم كونوا شريان رئيسي يضخ الحياة للاقتصاد السوري من خلال الحوالات الخارجية الأجنبية التي يرسلونها لذويهم بالداخل، لم يكن يعلموا أنهم سيكونوا سببا في رفع قيمة الليرة في الأسواق بعد هبوطها الشديد أمام الدولار

انتشرت مكاتب الحوالات بشكل كبير منذ بدء الأزمة في سوريا فأصبحت أكثر مهنة رائجة هي استقبال وإرسال هذه الحوالات، فعندما بدأت الأزمات سارع العديد من المواطنين للهجرة خارج البلاد لحماية أنفسهم وذويهم من صراع لا يعلم نهايته أحد، لم يكن يعلم هؤلاء المهاجرون أنهم سيكونوا سببً في تغيير الوضع الاقتصادي السوري بسبب الإعانات المالية التي يرسلونها لذويهم لمساعدتهم في ظروف المعيشة الصعبة، أثرت هذه الحوالات بشكل كبير على سعر صرف الليرة مقابل الدولار في العاميين الماضيين.

وصول الحوالات المالية الخارجية يشكل الشريان الاقتصادي الأهم لاستمرار الحياة في سوريا، ويساعد الأهالي في الداخل في الصمود أمام متاعب الحياة ومصاعبها.

وبسبب الأزمة الاقتصادية التي يعيشها السوريين منذ سنوات بسبب الأحداث حيث أصبح الحصول على فرصة عمل أو مصدر دخل أشبه بالمستحيل، وأصبحت الحياة عبارة عن فقر مدقع وبطالة، وتعتبر الحوالات مصدر يعتمد عليه الكثيرون لتلبية متطلبات معيشتهم، فعلى الغالب يقوم بعض أقارب اللاجئين السوريين في الدول المحتلفة بمساعدة علائلاتهم وذويهم بالداخل.

ووفقاً لتقرير لصحيفة “داماس بوست”  فإن المبالغ النقدية التي يتم جمعها من خلال التحويلات من الخارج أعلى من إجمالي الرواتب في سوريا

وأضاف مصدر لـ “داماس بوست” أن حجم التحويلات الخارجية التي تصل إلى سوريا سنوياً يصل إلى حوالي 1.5 مليار دولار، ويبلغ هذا حوالي 651 مليار ليرة سورية ، وفقا لسعر الصرف المحدد رسميا عند 434 ليرة سورية للدولار.

وصرحت وسائل الإعلام أن المصادر الحكومية تؤكد أن قيمة التحويلات اليومية  تتراوح بين 3 ملايين و 4 ملايين دولار، في حين يتحدث البعض عن 5 ملايين دولار أو أكثر عدا عن مئات الحوالات الخارجية والتي تصل للداخل السوري عبر طرق ملتوية عير رسمية فيما يعرف ب “السوق السوداء” حيث تقدر قيمة تلك الحوالات بملايين الدولار أيضا.

وقدر البنك الدولي في تقارير خاصة أن قيمة التحويلات الخارجية أكثر من 1.62 مليار دولار – أي بمعدل 4.5 مليون دولار في اليوم.

ولذلك فما ما يحصل عليه المواطنون من التحويلات في القنوات الرسمية هو أكثر من 83 في المائة مما تخصصه الدولة للإنفاق في جميع مجالات الدعم الاجتماعي ليتم تقديمها للمواطنين.

وعلى الجانب الآخر تقوم هيئة مكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب بالتدقيق مع المواطنين الذين يتسلمون الحوالات الخارجية، تقوم بسؤالهم عن سبب إرسال الحوالة ومبررها، إذا كانت المبالغ كبيرة جدا فقد تتطلب إثباتا لمشروعيتها.

وصرح حاكم مصرف سوريا المركزي لصحف رسمية، أنه لا مانع لأي شخص استقبال أو إرسال الحوالات ولكن يتم السؤال إذا كانت الحوالات بمبالغ كبيرة أو تكررت كثيرا لنفس الشخص وإذا كانت المبرررات غير مقنعة والمبالغ كبيرة فقد تتعرض هذه الحوالات للمنع وذلك لحماية الدولة من النشاطات المشبوهة.

وعلى الرغم من ذلك فهناك العديد من مكاتب تسليم الحوالات الغير رسمية، والتي لا تحتاج إلى وثائق عند في تسلم الحوالات، وهناك مكاتب آخرى تعمل عبر مواقع التواصل الاجتماعي مثل فايبر وواتس آب، وتعمل هذه المكاتب بعيدًا عن أعين السلطات.

وأكد خبراء اقتصاديون أن الحوالات الخارجية للداخل السوري، من أهم المصادر الرئيسية للحصول على العملات الأجنبية في سوريا وطالبوا بتشجيع أبناء الوطن في الخارج بضرورة تحويل المزيد من هذه الحوالات وتخفيف إجراءات استلامها لأن فرق سعر الصرف بين العملات يساعد بطريقة كبيرة على إنعاش الاقتصادى ويزيد من قيمة الليرة في الأسواق.

اقرا ايضا