مزيد من الانخفاض تشهده الليرة السورية

عربمون من أكبر وأقدم الشركات الاقتصادية العربية > المدونة > المدونة > مزيد من الانخفاض تشهده الليرة السورية

من في هذا العالم يتمنى أن يعيش ما يعيشه الشباب السوري في السنوات الأخيرة ؟

بالتأكيد الإجابة ستكون لا أحد، على الرغم من تفاقم الأزمة السورية على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي على حدٍ سواء إلا أن الخاسرالأكبر من هذه الظروف كان الشباب السوري، نعم فهذا الجيل من الشباب الذي ولد أكبرهم في الثمانينيات تلقوا تعليمهم في ظروف آمنة في دولة كانت تتميز بالنموالاقتصادي السريع مقارنة بجيرانها وعندما وصلوا إلى سن العمل والانطلاق حدثت كل هذه الأحداث العظيمة والتي فشل العالم حتى في تسيمتها المسمى الصحيح، هل هي حرب؟أم أحداث دموية؟ أم أزمة سياسية كبرى؟ بالنسبة للشباب السوري كانت صدمتهم في الصراع بسبب النشأة الجيدة بالمقارنة بما يحدث الآن والتي بدأوا بها، وتعليمهم ليدخلوا سوق العمل، وبين ما وصلت له أحوال بلادهم، حيث كانت الخيارات في شدة الصعوبة هل سيلجأوا إلى الهجرة أم الاشتراك في الحرب أم سيمكثوا في سوريا في انتظار المستقبل المجهول الغامض وسط حالة من الحيرة ليس لها مثيل.

حسب الإحصائيات المحلية فإن نسبة  الشباب السوري عام 2011 الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و 24 سنة يمثلون36.3 % من مجموع السكان والشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 34 سنة ويشكلون22.2%.

وحسب تقرير لمنظمة العمل الدولية تعتبر سوريا دولة من الدول التي تملك معدلات بطالة عالية جدا.

مما لا شك فيه أن حياة الشباب السوري تأثرت بكل تفاصيلها بسبب الأزمة الاقتصادية التي طرأت نتيجة الأحداث الدامية التي شهدتها البلاد، وقد قدر البنك الدولي ارتفاع البطالة والتي أصبحت نسبتها في 2016 78% بعدما كانت نسبتها 5% قبل اندلاع الصراع وتم فقدان 538 ألف وظيفة سنويا مما أدى إلى وصول عدد العاطلين في سوريا إلى 6.1 مليون شخص، أما عدد السكان الذين يعيشون تحت خط الفقر فتشير التقديرات الأخيرة أن 6 من بين كل 10 سوريين يعيشون في حالة فقر مدقع، مقارنة بنسبة 12.4% في عام 2007.

توقف المصانع والشركات والمؤسسات المختلفة عن العمل لفترات طويلة في سوريا أدى إلى  انخفاض فرص العمل وخسارة الكثير من العمال والموظفين وظائفهم أعمالهم، فرفاهية الحصول على وظيفة أصبحت أمر نادر الحدوث مع هذه الظروف، فلم يتبق إلا فرصة العمل الحر أمام الشباب وبسبب الاضطرابات في معظم المدن انخفضت حركة البيع والشراء، كما أثر الحصارالاقتصادي على سوريا كثيرا فأصبح متوسط الدخل الذي يمكن أن يحصل عليه الشاب من أي عمل منخفض جدا.

وعلى الرغم من كل ذلك فما زال للشباب السوري آمال وتطلعات يحفرون الصخر بها من أجل تنفيذها وسط هذه الظروف البائسة وشغف بالحلم بعالم أفضل والرغبة في بناءه من جديد، فهناك من كان يحلم بأن يكون مدرسا أو طبيبا أوفنانا أو صحفيا ولكن مع هذا الظروف أصبح جيل الشباب محاصرين ومقيدين بسبب صراع لاناقة لهم ولا جمل فيه.

وقد ذكرت وزارة الشباب السوري في تقرير مفصل لها عن أوضاع الشباب بعد الأزمة السورية، طالبت فيه بضرورة إدراج أصوات الشباب في عملية السلام، وحماية الشباب ومنع استغلالهم، ومنع التطرف ومنع تجنيد الشباب في الجماعات الإهابية المتطرفة، مطالبة أيضا بتزويد الشباب بفرص تمكنهم من قيادة أدوار مثمرة، وذلك لأن الشباب هم من سيتولوا بناء الدولة مرة أخرى بعد انتهاء هذا الصراع حسب ما قالت الوزارة.

وذكرت إحدى مؤسسات المجتمع المدني الأجنبية أن جيل كامل من الشباب السوري يواجه تحديات غير مسبوقة في بيئة من انعدام الأمن والفقر، مما يخاطر بفقدان إمكانياتهم وقدراتهم بسبب بسبب اليأس والإحباط.

أما بالنسبة للشباب السوري المغترب في المهجر في الدول المجاورة فهو يعاني من عدم وجود الفرص والمضايقات والاستغلال والتمييز في بعض الأحيان على أحلامه وطموحاته، كما يكافح الشباب المغتربين بسبب الضغوط المحلية الهائلة التي تفاقمت بفعل الأزمات.

وحسب تقرير أخير للأمم المتحدة طلب اتخاذ تدابير عاجلة منشأنها أن تساعد الشباب على تخطي موجة اليأس والإحباط التي تجتاح الشباب بشكل عام في المنطقة، عن طريق إعطاء الأولوية لبرامج الشباب، ووضعهم في الاعتبار الأول ومساعدتهم في تحقيق تطلعاتهم لأنهم أساس بناء الدول وارتقائها.

اقرا ايضا